هل ترافق الطائرات المقاتلة طائرة “إير فورس وان”؟

هل تحلق الطائرات المقاتلة دائمًا بجانب طائرة الرئاسة إير فورس ون؟

يظن الكثيرون أن طائرة الرئاسة إير فورس ون تحلق دائمًا وبجانبها طائرات مقاتلة على أجنحتها، لكن الواقع أكثر تعقيدًا.
في معظم الرحلات – وخاصة داخل الولايات المتحدة – لن ترى مرافقة مقاتلة مرئية للطائرة.

تعتمد استراتيجية الأمن الجوي على التحكم والمراقبة أكثر من الاعتماد على إظهار القوة. إذ تعمل القوات الجوية الأميركية، وجهاز الخدمة السرية، وهيئة الطيران الفيدرالية (FAA) على إنشاء فقاعة جوية آمنة حول الطائرة الرئاسية، بينما تبقى المرافقة المرئية خيارًا احتياطيًا يُستخدم فقط في حالات التهديد المرتفع.

كيف تُحمى طائرة “إير فورس وان” أثناء الرحلات الروتينية؟

تبدأ الحماية بطبقات متعددة من الإجراءات قبل وقت طويل من الإقلاع، ولا تتطلب وجود مرافقة مقاتلة قريبة. تتعاون الوكالات العسكرية والفيدرالية لتأمين مسار رحلة إير فورس بالكامل من خلال ما يلي:

• قيود الطيران المؤقتة (TFRs):
  تصدر هيئة الطيران الفيدرالية مناطق حظر طيران مؤقتة على طول مسار الرحلة. يمنع دخول أي طائرة غير مصرح بها هذه المناطق، وأي خرق يُقابل باعتراض فوري.

• مراقبة NORAD:
  تستخدم قيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية شبكة ضخمة من الرادارات والمستشعرات لمتابعة كل حركة جوية. وتبقى جاهزة لإطلاق المقاتلات من أقرب قاعدة لاعتراض أي جسم طائر غير محدد أو مخالف.

• طائرات الدعم:
  غالبًا ما تحلق طائرات عسكرية أخرى بالقرب من منطقة العمليات دون أن تكون في تشكيل مباشر، مثل طائرة الإنذار المبكر E-3 Sentry (AWACS) التي توفر مراقبة واسعة النطاق. وتعمل هذه الطائرات كـ “أعين في السماء” للبعثة بأكملها.

هذا النظام المعتمد على تطهير المجال الجوي أكثر فاعلية من المرافقة القريبة، لأنه يتيح اكتشاف التهديدات المحتملة والتعامل معها قبل أن تقترب من الرئيس.

متى يمكن رؤية مرافقة طائرات مقاتلة فعلية؟

ظهور طائرات مقاتلة ترافق  يشير بوضوح إلى مستوى تهديد مرتفع، وتُستخدم هذه المرافقة في الحالات التالية:

• تهديدات مؤكدة:
  إذا تلقت وكالات الاستخبارات تهديدًا محددًا وموثوقًا ضد رحلة الرئيس، تُرافق الطائرة بمقاتلات قريبة.

• الطوارئ الوطنية:
  المثال الأبرز كان في أحداث 11 سبتمبر 2001، حين رافقت مقاتلات F-16 طائرة الرئيس جورج بوش أثناء انتقاله من فلوريدا إلى قواعد في لويزيانا ونيبراسكا قبل عودته إلى واشنطن. وتُظهر إحدى الصور من داخل الطائرة حينها طيار F-16 واضحًا خارج النافذة مباشرة.

• الرحلات إلى مناطق عدائية:
  عند زيارة الرئيس لمناطق حرب مثل العراق أو أفغانستان، ترافق الطائرة مقاتلات من طراز F/A-18 أو F-16 للحماية من الصواريخ أو الطائرات المعادية.

• المرافقة الرمزية:
  أحيانًا تقدم دولة مضيفة مرافقة جوية احتفالية عند دخول Air Force One أجواءها، كرمز احترام وصداقة دبلوماسية، وليس استجابة لتهديد.

الطائرات المقاتلة التي تتولى حماية إير فورس ون

تُسند مهمة حماية المجال الجوي الأميركي إلى المقاتلات المتمركزة في قواعد الحرس الوطني الجوي والقوات الجوية الأميركية، وهي في حالة تأهب دائم على مدار الساعة.
من أبرز الطرازات المستخدمة:

• F-15 Eagle: مقاتلة تكتيكية تعمل في جميع الظروف الجوية وبكفاءة مثبتة.

• F-16 Fighting Falcon: مقاتلة متعددة المهام، سريعة وذات قدرة عالية على المناورة.

• F-22 Raptor: مقاتلة شبحية قادرة على العمل في الأجواء المعادية دون اكتشافها بسهولة.

مهمتها هي اعتراض وتحديد وإجبار أو إسقاط أي طائرة تشكل تهديدًا لطائرة الرئاسة إير فورس ون.

أكثر من مجرد طائرة

طائرة اير فورس ون بحد ذاتها طائرة عسكرية معدّلة من طراز بوينغ 747 (VC-25A)، مزودة بأنظمة اتصال آمنة متطورة، وتقنيات تشويش على الرادارات، وأنظمة دفاعية ضد الصواريخ الموجهة بالحرارة.

قبل أي رحلة رئاسية، تُرسل طائرات C-17 Globemaster III مسبقًا لنقل الليموزين الرئاسية “The Beast” ومركبات الخدمة السرية والمعدات اللوجستية اللازمة، لضمان أقصى درجات الأمان في الجو وعلى الأرض.